• بقلم: كامل النصيرات – الأردن
•
قبل أيّام فقط أخذتُ العشرين ديناراً (ضرب ثلاثة) مكرمة الملك لطلاب المدارس ..! منذ شهور و أولادي يعبثون بي لأنهم حسب اعتقادهم صاروا من أصحاب (المصاري) ..! طوال الشهور المنصرمة أخذوا مني أضعافاً مضاعة عن المبلغ المذكور ..وكلّه تحت باب : تخصمهم من عشرينتي لما تقظبها..!
منهم من شخّص على حسابي عدّة مرات بحجة العشرين ليرة ..! ولأنني رجل ديمقراطي كما أدعي فقد (وقعتُ بالفخّ) أكثر من مرّة ..! بغداد ابنتي الكبرى خرجت مع صاحباتها ثلاث أربع مرات ..وفي كلّ مرّة :دايني وأكون طالعة على حسابي ..! جيفارا الابنة الثانية : كيف تداين بغداد وأنا لا ؛ ما حدا أحسن من حدا ؛ يلاّ بدك تعطيني ..! أمّا وطن فقد احتجّ احتجاجاً غير مسبوق : انت كيف تسمح للبنات يطلعن و تعطيهن مصاري ؛ وأنا ابنك اللي كل الناس تحكيلك أبو وطن أبو وطن من وراي بحكولك هيك ؛ ما بتعطيني ؟ جد زعلتني يا بابا ..! أما غاندي الذي يدرس في مدرسة خاصة بجانب البيت نظراً لوضعه الصحي ولا نصيب له في العشرين ديناراً فقد (قعد لي) على ركبة ونصّ و كرّر لي عبارته اللازمة : ما دخلني بدك تعطيني زيهم ..يلا ما دخلني ..!!
تكرّرت هذه المواقف كما قلتُ لكم أكثر من مرّة و بأكثر من طريقة .. أنفقت عليهم أكثر من (200) دينار باسم الستين ديناراً القادمة إليّ على اسمائهم مجتمعين ..وفي لحظة صرف المبلغ لي من البنك ؛ هرّبت (أم وطن) الخبر إلى الأولاد ..وما إن دخلتُ البيت حتى التفّوا حولي وبدون سلام ولا تحيّات : عارفين رحت ع البنك ..وين عشرينتي ..يلا يلا خلصنا ..!
حاولتُ تهدئتهم و افهامهم أنهم صرفوا اضعاف المبلغ و انهم استدانوا منّي بدل العشرين خمسين ؛ إلاّ أن جهودي باءت بالفشل أما صراخهم و حدتهم و بكاء أحدهم الذي قال لي بوضوح : مش إنت أبونا ولازم تصرف علينا ؛ العشرين ليرة هدية من الملك إلنا ؛ مش إلك ..!
فتحتُ فمي مندهشاً ..وأُسقط في يدي ..واعطيتهم كل واحدٍ عشرينه لأنه إذا تطوّر الموقف أكثر ممكن يودّوني بداهية وهم لا يعلمون ..!
kamelnsirat@yahoo.com
