قضايا اجتماعية

حدود تدخل الاهل في حياة اولادهم

مجلة الصدى – نجاح غصن – خاص – أن ننسي الامهات او يتناسين انها في يوم من الأيام في عمر الورد وأن للورود أحلامها وأمالها فتلك قضية خطيرة جدا ً . تنعكس علة أولادهن وعلى حياتهن.فألام التي أصبحت في سن العقل والنضوج الآن،وهي نفسها منذ سنوات كانت تحلم بأمير قادم على صهوة جواد أبيض .

ان عدم مشاركة الأمهات وخاصة لبناتهن احلامهن الوردية خطأ كبير، لان المشاركة تؤدي الي الحوار الذي ينتهي بتغليب المنطق على ما سواه ..

والام الواعية هي التي تدرك ان لكل عصر قضاياه وان المتغيرات التي تصيب الحياة تنعكس على الاولاد الذي يحلمون ويبنون قصورا ً ، صحيح انها لا تشبه احلام وأماني امهات اليوم ، إلا انها لا تخرج عن الناموس المتعارف عليه في المجتمع.

 

تدخل الأمهات :

من هنا نرى ان تدخل الأمهات في شؤون بناتهنّ يجب ان يكون حذرا ً وواعيا ً حتى تكسب الأم ثقة بناتها وتصبح صديقة لهنّ مع المحافظة على شخصياتهن المتمايزة والمتميزة ، وعليها ان لا تددخل في كل صغيرة حتى لا تتحول النبات الي مجرد دمى، تلهو بهنّ كيفما تشاء.

 

ان القضية خطيرة اذا بلغت هذا المدى، اذ لا يوجد رجل على الأرض يتمني ان تكون زوجته صورة طبق الأصل عن أمها..

صحيح ان الحياة تطورت وتغيّرت وخوف الأمهات في محله، اذا تحولت الحرية الي تفلّت وانفلاش وفوضى وهذا مرفوض ولكن عليهن أيضاً تقع المسؤولية، لان الام المتسلّطة ان نجحت في بعض الأحيان، فانها تفشل في اكثر الاحيان، ذلك حين يرفض الاولاد التحول الى آلة تتحّرك ساعة تشاء الام..

الخطر .. الخطر :

فكم من زواج قد فشل بسبب تدخل الأمهات فيما لا يعنيهّن وكم من خطوبة لم تكتمل فصولها بسبب حشر الامهات انوفهن في ابسط حقوق اولادهن.

من هنا ننبه الى الخطر الذي تشكله الام وهي من المؤكد تعتقد انها تحافظ على اولادها وعلي مستقبلهم،وقد يكون رأيها في محلّه لو عدنا سنوات إلى الوراء، ولكن الحياة تختلف من حقبة الى حقبة..

وأذكر هنا من اخطأ الامهات، هذه القصة لفتاة ارتبطت بعلاقة حب شريفة مع شاب وتواعدا على الزواج، الاتفاق كان شاملاً لكل القضايا حتي السكن الذي كان يقع في نفس البناء يسكنه والده، ولكن حين أخذت العلاقة تنحى نحو المنحى الرسمي خاصة بعد تعارف الأهل والخطوبة شاءت الظروف ان لا تعجب (ام العريس ، ام العروس).. وبدأ الصراع ينعكس على الخطبيين ولم تنفع كل محاولات الاصلاح، الشاب تمّسك باتفاقة السابق مع خطيبته من ناحية السكن، خاة وان شقته منفصلة عن منزل والديه، ام العروس فرضت على العريس شراء منزل بعيد جداً عن منزل والديه، فرفض لأن ازمة السكن وأسعار الشقق خيالية، ثم اذا اشترى شقة فمن أين له تأمين ثمن المفروشات؟ صحيح ان عمله يدّر عليه الكثر من المال ولكن القضية ليست في الماديات بل هي المبدأ ثم لم يترك والوديه وهما اللذان بلغا سنا ً متقدمة.. فهما لا يردان منه سوى المحبة والعطف، فهل يبخل عليهما بما فرضة الدين والأخلاق؟..

الحوار والمستحيل :

حاول جاخدا ان يقنع خطيبته بأن تتخّلى عن عنادها،ذكّرها بالحب والاتفاقات، لكنها كانت ضعيفة الشخصية واسيرة الاراء امها الجاهلة، فتحول الحوار الى حوار طرشان، تدخل أهله وتخلوا عن كل مطالبهم بل انهم وافقوا على سكنه حيث تشاء خطيبته وأمها، لكنه رفض، لانه اذا صمت الآن فأنه سيصمت الى الأبد ولن يرفض اي طلب مهما كان مجحفا بحقة، فأنسحب بهدوء وانتهت قصة حلوة من قصص الشبان والشابات، بسبب تعنّت أم إعتقدت انها تقوم بواجباتها تجاه ابنتها ؟

وهنا اتساءل لو كانت هذه الأم واعية ومتفهمة لأمور الحياة، ألم يكن من واجبها ان تقرب ابنتها من أهل خطيبها وتضع عواطفها الخاصة جانبياً، ما دامت حياة ابنتها الى جانب من اختاره قلبها سعيدة وما دام التفاهم بين الخطيبين تاما ً؟.

ان هذه الأم مثلها مثل الكثيرات اللواتي يعتقدن أن في إبعاد العريس عن اهله قضيبة مصيرية تتوقف عليها حياة ابنتهن وسعادتها، هنّ مخطئات، لان الحب لا يقابل إلا بالحب والكراهية لا تقابل الا بالكراهية، فلو علمت هذه الأم ابنتها على حب أهل خطيبها لربحت إبنا ً لن ينسى مطلقاً موقف أم خطيبته التي ستكسب حبه واحترامه الى الأبد.

وهكذا نرى ان خوف الامهات على بناتهن بوقعهن في مشاكل لا حصر لها ويحوّل مسار حياتهن فيبتعد الشبان عنهنّ بسبب امهاتهن، وتتحول حياتهن الى جحيم خاصة عندما يكبرن ويتوقف الخطّاب عن طرق أبوابهن.

ان تدخل الأمهات في حياة بناتهن لها حدود المشورة والنصح، اما اذا تجاوزت هذه الحدود، فانها ستؤدي الى عواقب وخيمة لا يدفع ثمنها سوى الاولاد .. فهل هذه هي السعادة التي يتمنها الأهل عموماً لأولادهم؟.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى