قضايا اجتماعية

تاريخ الفروسية في لبنان

للفروسية تاريخ حافل، تطور مع تطور الشعوب التي مارستها، وبالغت في الإهتمام بها، وكان العرب من الشعوب السباقى الي ركوب الخيل، فالبيئة والحياة الاجتماعية، التي فرضتها عليهم حياة طبيعة بلادهم وجمعت ميلهم الي الخيول فجعلتهم يبالغون في الإعتزاز بها وتعدد شمائلها، وفي لبنان، كانت الفروسية من أبرز الهوايات وأحبها الى قلوب البنانيين، فخصوصا لها الميادين في السهول الفسيحة ليتبارى بها الفرسان على مرآى من امراء البلاد واعوانها.

وفي حزوالي العام 1923، اقيم في الولايات المتحدة الاميركية، مهرجانا عالميا للخيالة، اشترك فيه لبنان، بإرسال خمسة فرسان، لعبو هنالك العاباً بهلوانية صعبة، أذهلت المتفرجين، من مختلف انحاء العالم، ومن تلك الالعاب ، فك السرج، وانتزاعه من تحت الفارس، وحملة باليد ثم ارجاعه الى مكانه، والحصان راكض في أقصى سرعته ، وفي عهد المتصرف واصا باشا، حصلت حادثة فطولة نادرة، كانت السبب في العفو عن محكوم بالاعدام ، وهي ان نجل احد الفرسان قام بأعمال اغضبت الدولة العثمانية، فصدر الامر بإعتقالة واعدامه، ولكنه توراى عن الانظار.

وذات يوم، قام المتصرف بزيارة زعيم تلك الناحية في قصره، فخطر لوالد المحكوم ام يسلك ابنه للمتصرف بطريقة غريبة. فربط عُنق ولده بمنديل ابيض، علامة المسالمة وسيره امامه ثم ركب هو جواده وراح يصعد وراح يصعد به درج القصر الحجري الضيق ،الذي لا يتسع لاكثر من شخص واحد وليس له حواجز وقيم، واعتلى به على هذا النحو ما يقارب الخمسة والعشرين مترا ً، ثم دخل بالحصان من شرفه صغيرة صعبة الاجتياز، ولما وصل الى المصرف اكبر فيه تلك المخاطرة التي يعجز عنها أكمبر الفرسان واراد ان يكافئة ، فصفح عن ولده المحكوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى